الذكاء العاطفي هو القدرة على فرز العواطف الذاتية، وحسن استعمالها. ويعرف "كولمان" الذكاء العاطفي بأنه القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين، وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكـل سلـيم في علاقتنا مع الآخرين
ويتم تصنيف الذكاءات العاطفية، بحسب مجموعات، لكنها تختلف من مصنف إلى آخر مع وحود نزعة إلى البحث عن وجود عواطف أساسية، تكون قاعدة لتصنيف موحد، عواطف أساسية على شاكلة الظاهرة الفزيائية للضوء : أخضر أحمر أزرق و تصبح في هذا الإطار باقي العواطف المتنوعة عبارة عن تأليفات من العواطف الأساسية. فالذكاء العاطفي يشمل الذكاء الاجتماعي وذكاءات أخرى ويختلف مستوى كل ذكاء من شخص إلى آخر. و يقولون انه يوجد العامل الوراثي للذكاء العاطفي وهو ما يسمونه = le temperament المزاجية لكن، عكس الذكاء العقلاني الذي لا يتزحزح ويلاصق الشخص طوال عمره قياسه هو le quotient intellectual = QI ، فهو (الذكاء العاطفي) يمكن أن يتحسن ويتطور بحسب كل شخص وبحسب كل بيئة...
لنقرب فكرة الذكاء العاطفي يمكن أن نطرح مفهوم الحكمة الإنسانية "All learning has an emotional Base" "أي عملية تعلم تبنى على أساس عاطفي" قال شقراط... ولكن بالنسبة للحكمة الإنسانية، المعظم يعتبرها من العلوم الإنسانية وللم ترتبط من قبل بمصطلح الذكاء، إلا أن فشل مقاييس الذكاء المعرفي أو ما عرف بـ IQ خصوصا بعد الكثير من الدراسات السلوكية والنفسية والمختصة بالقدرات الإبداعية والصحة النفسية أثبتت وجود قدرات إنسانية فكرية وعاطفية مهمة جدا للنجاح في الحياة وبناء العلاقات الإنسانية الصحية.
إن من أول النشرات الدورية التي اختصت في الذكاء العاطفي هي مجلة تخصص مواضيعها لتطوير القدرة الذاتية Self-Help وهي تدعى مجلة "بيتي" أول دليل عربي للأهل في الذكاء العاطفي www.beitymagazine.com فهي مجلة بدأت في عمان-الأردن وهي حركة ثورية في مجال تطوير الوعي العاطفي وتعزيز فهم الفرد لمشاعره الخاصة والتعامل معها بإيجابية، وذلك لتوعية الأهل (الأم والأب) بأهمية القدرات الذكائية العاطفية وتعزيز ذلك بالتعامل اليومي بين الزوجين، مع الأطفال ومن خلال التعاملات الاجتماعية والمهنية.
ويبقى أن تتبنى المدارس مفهوم الذكاء العاطفي، وذلك لتطوير قدرات الطالب العاطفية والتي تهمل خلال مراحل التدريس المدرسي، ومن هنا تتجذر مشاكل العنف والسلبية والعناد والشغب والتخريب أو اللامبالاة وقلة الثقة بالنفس وقلة الرادع الضميري أو الديني. لأن الذكاء الذي يعرفه العامة لا يغطي مساحات القدرات العاطفية التي تفسر الحاجات الأساسية للنفس البشرية، ويبقى الاجتهاد الشخصي أو تدخل الأهل هو المفعل الأساسي لتطوير قدرات الذكاءالعاط
أهمية الذكاء العاطفي:
يعتبر إدخال موضوع الذكاء العاطفي إلى مدارسنا أمراً مهماً، وبخاصة في ظل عدم وجود مرشدين للطلبة في بعض المدارس أو عدم كفاية عددهم، وفي ظل غياب الأهل معظم الوقت خارج المنزل. وهناك أيضاً ازدياد العنف في المدارس بين الطلبة أنفسهم من ناحية، وبين الأساتذة والطلبة من ناحية أخرى. وكما أسلفنا سابقاً لارتباط الذكاء العاطفي بعملية التعلم، وكذلك لكون الذكاء العاطفي من متطلبات النجاح في الحياة بشكل عام.
مجال الذكاء العاطفي واسع، فمن ضمن ما يشتمل عليه:
1- فهم عواطفنا وعواطف الآخرين.
2- كبح جماح انفعالاتنا.
3- إيجاد العواطف المناسبة في الوقت المناسب.
4- التدرب على عناصر الذكاء العاطفي.
ويعتبر موضوع الذكاء العاطفي مهماً في الحياة المدرسية. فالبيئة المدرسية غنية بما يثير المشاعر السلبية وأبرزها الخوف الذي يكون غالباً السبب في إثارة مشاعر أخرى. والضغط النفسي يتسبب في زيادة احتمال ظهور هذه المشاعر والانفعالات. فالمعلم يتعرض للكثير من الضغوط ومن جوانب عدة. فهناك الإدارة المدرسية والموجه، والطلاب. ويتعرض الطالب أيضاً للكثير من الضغوط. فالطالب يخاف من أنه ليس جيداً بما فيه الكفاية، أنه ربما مختلف عن الآخرين، أنه لا ينتمي إلى المدرسة، ولا يقوم بما هو مطلوب منه بشكل جيد، أو أن الآخرين يعرفون أكثر منه ما يتوجب عليهم عمله.
محور اهتمامي في العمل في مجال الذكاء العاطفي هو المعلم والطالب، باعتبارهما أكثر العناصر علاقة بالعملية التعليمية التعلمية. وقد ارتأيت مع مجموعة المعلمين المشاركة في الموضوع البدء بالعمل مع المعلم انطلاقاً من مبدأ فاقد الشيء لا يعطيه، وعلى الرغم من إدراكنا أن العمل مع المعلم لا ينفصل عن الطالب. ونقطة البداية هي تغيير أنماط السلوك.
ونمط السلوك هو السلوك المكرر الأوتوماتيكي غير المجدي الذي ينشأ عن تولي الأميجدالا زمام الأمور، وينتج بصورة رئيسية عن الخوف الذي يتبعه عادة سلوك المقاتلة أو الهرب أو التجمد أو الاندفاع.
تتلخص فكرة تغيير نمط السلوك بأن تعلمنا التفكير البطيء يمكننا من تغيير أنماط السلوك القديمة، وهي خطوة تطويرية علينا اتخاذها. ويمكن تسمية هذه الخطوة بتعلم التفكير البطيء، أو القدرة على التوقف والتفكير قبل الاستجابة. وقد بدأنا العمل بالتأمل بأنماط سلوكنا ومحاولة اكتشاف سلوكيات معينة نرغب في تطويرها بأنفسنا ومن خلال المجموعة. وبدأ المعلمون بالسرد الشفوي، وكتابة اليوميات، والتصوير بالفيديو لبعض أنماط السلوك.
نقوم بعد ذلك بالملاحظة والتأمل الذاتي، ثم المناقشة والحوار مع المجموعة، واستخدام نماذج للتأمل. ويتم بعد ذلك مناقشة آليات مختلفة يمكن توظيفها لتغيير أنماط السلوك. ويقوم المعلم باختيار ما يناسبه وتوظيفه ثم إعادة التقييم ... وهكذا. ويعتبر الموضوع ما زال في بداياته، والعمل في جزئية صغيرة. ونأمل أن يتطور هذا العمل ويثمر في مراحله اللاحقة. وقد وجهت دعوة للمعلمين الراغبين في المشاركة معنا والمهتمين بالانضمام إلينا من خلال الاتصال بالمركز.
0 التعليقات:
إرسال تعليق